موقعنا على الخريطة

  • الاحد - الخميس من 8.30ص الى 4.00م

هنري كسنجر عن ليبيا
بقلم : د. طارق رمضان زنبو
(مدير المركز القومي للبحوث والدراسات العلمية ورئيس اللجنة العلمية بالمركز).

سيقول في إحدى كتاباته ( المستهترين بالملف الليبي قد ينتهي بهم الأمر إلى إختفاء بلدانهم ) . ويقول أيضاً مخاطباً محدودي الثقافة عليكم ان تعلموا بأن الحرب العالمية الثانية إنتهت في ليبيا ،والفتح الإسلامي لأوروبا بدأ من ليبيا، وان الأتاوات التي دفعها الغرب في أوج قوتها دفعت لليبيا .
عندما يتحدث عالم السياسة عن ليبيا بهذا الشكل وبهذه القوة والثقة فإنه إنذار لما يحاك من دسائس ومؤامرات إقليمية ودولية على ليبيا الأمر الذي يدفع القوة الوطنية إلى الإستعداد وأخد الحيطة والحذر لمواجهة التحديات والأطماع على جميع المستويات . وعلى النخبة الليبية الوطنية ان تعي مايدور حولها من تربصات ترمي إلى المزيد من الإنهاك والتأكل والسقوط، نتيجة لعدم الوعي والإدراك والتضامن والتكافل من أجل حزحزت الأزمات المتتالية .
ليبيا لإعتبارات سياسية وجغرافية وطبيعية تعتبر نقطة مهمة في شبكة العلاقات الدولية، أي ان الواقع بفرضها أن تكون محط أنظار السياسات الدولية والإقليمية ،لما تتمتع به من موقع إستراتيجي ولما تملك من مصادر ثروة، ولأهميتها الإستراتيجية للعمق الأمني الأوروبي على جميع المستويات الإقتصادية والعسكرية والأمنية .
بالرغم من الإهتمامات الملفتة للنظر من قبل الفاعلين الدوليين والإقليمين إلا أن النخبة الليبية ،لازالت لاتدرك أهمية الأرض التي يمشون عليها، أو أنهم غير قادرين على استيعاب تلك الأهمية التي تتمتع بها ليبيا في الخارطة الدولية .
في كلتا الحالتين كاليبيين نعتبر أننا مصابون بربكة يجب الخروج منها وذلك من خلال إعادة ترتيب أوراقنا والبدء في الأولويات، ابتداء من معالجة المهددات الأمنية والسير نحو الإستقرار، وتاليها خطوة معالجة الملف السياسي والبدء في الإنتخابات للتداول السلمي على السلطة وثم الذهاب إلى التنمية من خلال توظيف الطاقات ومصادر الثروة واستثمارها في تنمية الموارد البشرية والبنية التحتية، لنتمكن من مجارات العالم وحماية أمننا القومي من التهديدات والتحديات المحدقة به وخصوصاً في ضل حروب إعادة رسم الخارطة الدولية .

موقف و رأي